فيسرنا في هذا البيان أن نزف لإخواننا المسلمين تأكيد نبأ إستشهاد الأخ القائد يحيى أبي الهيثم(سعداوي عبد الحميد) و المعروف في أوساط المجاهدين بأبي يحيى،حيث اشتبك مع قوات الدرك الوثني في أحد الحواجز الأمنية على الطريق الرابط بين تيزي وزو و عزازقة،فأبى الإستسلام للمرتدين و قاتل حتى قتل محققا بذلك أكبر ما كان يتمناه،من نيل الشهادة التي طالما انتظرها و تحسرت نفسه على تأخرها..
وقد كان رحمه الله من السباقين للجهاد .. تقلّد مسؤوليات عديدة، كان في آخرها مسؤولا على لجنة الإتصال بالتنظيم فضلا عن كونه عضوا في مجلس الأعيان...و كان سجله حافلا بالبذل و العطاء، فعُرف خلال مسيرته الجهادية التي فاقت 14سنة بالشجاعة و الصدق و التضحية...حليما رحيما بإخوانه...شديدا على الأعداء...
و مما عرف عنه بكاؤه أثناء إمامته للمجاهدين و تذكيره لإخوانه بالجنة و الشهادة و أهمية الثبات على الطريق برغم الصعاب و المشاق، حتى أنه كان في آخر أيامه يحدثهم حديث المودّع و يتحسّر في حديثه كثيرا على أن إخوانه الاستشهاديين خير منه و قد سبقوه إلى الجنان بينما هو لا زال ينتظر و ينتظر.. فرحمك الله أبا يحيى ...و ربح البيع أبا يحيى...
أيها المسلمون ،أيها المجاهدون:
إنّ مقتل القادة لهو علامة على صحة الطريق،و إن مسيرة وقودها من دماء قادتها لهي مسيرة ميمونة مباركة بإذن الله...فلسنا كهؤلاء الجنرالات الخونة من المرتدين ممن يبعثون بجنودهم إلى المقابر و هم يديرون معاركهم ببطونهم المنتفخة من وراء جدر...بل إن قادتنا يقاتلون بيننا و أمامنا و يكابدون الأهوال و المشاق حاملين أرواحهم فوق أكفهم دفاعا عن دين الأمة و مقدساتها.
فيا أيها المجاهدون ليكن لكم في أبي يحيى أسوة حسنة في الثبات و القتال و عدم الإستسلام لآخر قطرة من دمائكم ،فلطالما كان يوصيكم بذلك فلا أقل من أن تنفذوا وصيته...
و يا أحبتنا المسلمين أبشروا و اطمئنوا و لا تلتفتوا لما يُروِّجُه المرتدون هذه الأيام من أكاذيب و دعاية زائفة،كقولهم أن التنظيم مشلول شُلت أيديهم،و كتسريبهم كذبا لخبر استسلام المسؤول الإعلامي، و كتصويرهم لكل أخ أسير بأنه الرقم الثاني و الذراع الأيمن....الى آخر سمفونية الدجل و التضليل... فهؤلاء الطواغيت يخطئون مرتين:
• يُخطئون حينما يزعمون أو يعتقدون أن مقتل أحد القادة أو بعضهم سيشل التنظيم،فها هو القائد سفيان أبو حيدرة رحمه الله كان إلى عهد قريب جنديا مغمورا ثم لما حمّله إخوانه المسؤولية هزّ أركان الدولة المرتدة و قاد الغزوات الناجحة و عبّأ و جهزّ إخوانه الاستشهاديين ليدكوا صروح الكفر و العمالة...و كم هم أمثال سفيان من جنود الخفاء الذين يجهلهم المرتدون.. • و يخطئون مرّة ثانية حينما يروجون للرأي العام بعد مقتل كل أخ مجاهد على أنه قيادي بارز و رقم ثانٍ و ذراع أيمن كي يوحوا بذلك بأنّ النواة الصلبة للتنظيم بزعمهم قد قُضي عليها...ثم تثبت الأيام بعد ذلك كذبهم و يكتشف الناس حجم التضليل و الدجل الذي يمارسه أبناء فرنسا لتثبيط الأمة. و نحن نقول لهم أبشروا بما يسوؤكم،فإن المجاهدين لا يضرّهم أن يتريثوا شهرا أو بضعة أسابيع لترتيب أمورهم فقد تعلموا من تجاربهم المتراكمة أن الحرب لا يصلح لها إلاّ الرجل المَكِيثْ،ولكن و الله تيقنوا بأن دماء إخواننا لن تذهب هدرا بإذن الله،و أنتم تعلمون جيدا عدد الإستشهاديين الذين يتحرقون في صمت شوقا لليوم المنتظر. فنم يا أبا يحيى قرير العين فقد أدّيت ما عليك و تركت وراءك ليوثا ستخلفك... و قلوبا تغلي كالمراجل للثأر لك و لإخوانك بإذن الله... اللهم مُنْزِلَ الكتابِ، ومُجْرِيَ السحابِ، وهازمَ الأحزاب، اهزِمْهُم وانصرنا عليهم... و الله أكبر الله أكبر الله أكبر و لله العزة و لرسوله و للمجاهدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ الجمعة، 14 ذو القعدة، 1428 هـ الموافق ل :23/11/2007 م ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ